السمنة الموضعية

السمنة الموضعية هي تراكم الدهون الزائدة في مناطق معينة في الجسم، مثل منطقة البطن العلوية أو السفلية ومنطقة الذراعين والأرداف والفخذين، مما يجعلها تبدو أكثر امتلاءً مقارنةً بأجزاء الجسم الأخرى، ويصعب التخلص منها من خلال الطرق التقليدية مثل ممارسة التمارين الرياضية وإتباع الحميات الغذائية المختلفة.

لا تقتصر أضرار السمنة على المشاكل الجمالية فحسب، وإنما تتفاقم الأضرار لتؤثر على صحة الإنسان وحالته النفسية، حيث أن عدم تناسق المظهر العام الذي يُحدثه تراكم الدهون غالباً ما يصيب الفرد بالاكتئاب والقلق طوال الوقت، كما قد يعرضه للوقوع كضحية التنمر من الآخرين، وأيضاً معاناته المستمرة في إيجاد واختيار الملابس الملائمة لقوام جسمه.

يمكن تحديد نسبة الدهون المتواجدة في كل جزء من أجزاء الجسم من خلال عمل فحص كامل للجسم (In body)، الذي يوفر نتائج تفصيلية حول نسبة الدهون المتواجدة في كل منطقة من مناطق الجسم على حدة.

يعتقد الكثير من الأشخاص بأن الـسمنة الموضعية مرتبطة بزيادة الوزن بشكل عام، وهذا الاعتقاد غير صحيح، فقد يعاني بعض الأشخاص من تراكم الدهون الموضعية في مناطق بعينها من الجسم وعدم توزيعها بالتساوي على مناطق الجسم المختلفة، على الرغم من أوزانهم المثالية، وإنما ترجع أسباب السمنة الموضعية إلى عدة عوامل، من أهمها:

 يساهم ضعف النشاط البدني والامتناع عن القيام بالتمارين اليومية في تراكم الدهون في المناطق التي تميل بشكل طبيعي إلى اختزان الدهون، مثل البطن والأرداف بالنسبة للسيدات، والبطن والذراعين بالنسبة للرجال، وظهور المزيد من التكتلات والبروزات الدهنية. لذا على الفرد أن يقوم بإجراء بعض التمارين جنباً إلى جنب بجوار النظام الغذائي الصحي المتبع الذي يعمل على خفض معدل الدهون والكربوهيدرات وتزويد الجسم بالفيتامينات والعناصر التي يحتاجها.

هناك بعض العادات الصحية الخاطئة التي تتسبب في زيادة تراكم الدهون في مناطق معينة في الجسم، ومن تلك العادات الإفراط في تناول النشويات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، والأطعمة سريعة التحضير الغنية بالدهون، والإكثار من شرب المياه الغازية وكذلك تناول الطعام في ساعات الليل المتأخرة.

تلعب العوامل الوراثية دوراً فعالاً في الإصابة بتراكم الدهون في مناطق بعينها من الجسم، فالأشخاص الذين يعاني آباؤهم من توزيع الدهون الزائد في منطقة محددة يصبحون أكثر عرضةً للإصابة بنفس المشكلة، مقارنةً بغيرهم بسبب التركيبة الجينية المتواجدة في العائلة.

بعض العلاجات الدوائية مثل الكورتيزون يمكن أن تتسبب في احتباس الماء تحت الجلد، وغيرها من الأدوية التي تعمل على زيادة وزن الجسم من خلال ازدياد الرغبة في تناول كميات طعام أكثر أو التسبب في انخفاض مستوى الحرق مثل مضادات الاكتئاب، وأيضاً تناول الأدوية التي تحتوي على مواد سكرية أو دهنية التي تؤدي إلى رفع سعرات الجسم.

يمكن أن يؤدي خمول الغدة الدرقية في زيادة وزن الجسم، نظرًا لقلة وجود الهرمون المسئول عن الحرق في الجسم؛ فبالتالي تحدث عملية تخزين الدهون بصورة كبيرة. كذلك الخضوع إلى العلاجات الهرمونية مثل تناول أدوية منع الحمل.

يقوم الجسم بإفراز هرمون الكورتيزون نتيجة الوقوع تحت ضغوطات الحياة، ذلك الهرمون يساعد علي ترسب الدهون في منطقة البطن أو الجذع .

إن الولادات المتكررة والعمليات القيصرية تؤديان إلى حدوث ضعف في عضلات البطن؛ مما يتسبب في ترهل الجلد وتراكم الدهون في منطفة البطن.

قد تختلف طبيعة الجسم من حيث تواجد أنسجة دهنية في مواضع معينة مثل البطن أو الأرداف بنسبة أكثر من تواجدها في مناطق غيرها.